الأحد، 16 يناير 2011

الاسلام دين الفطرة

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف الخلق سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم اما بعد ,,,

الاسلام دين الفطرة   الفطرة هنا هي فطرة الإسلام، وهي ما ركز في النفوس من الإيمان بوجود الله والاعتراف بربوبيته، وقيل: الاستعداد والقابلية لقبول خطاب الإيمان  الفطرة من فطر الشيء ، يفطره فطراً ، فانفطر ، وفطره ، أي شقه ، وتفطر : تشقق ، فالفطر : الشق . وجمعه : فطور ، ومنه فطر ناب البعير ، إذا طلع ،
وفي التنزيل قوله (تعالى) : [ إذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ] [ الانفطار : 1] ، أي انشقت ،
وفي الحديث

أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول الله ، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : ( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ) . فلما كثر لحمه صلى جالسا ، فإذا أراد أن يركع ، قام فقرأ ثم ركع .
الراوي: عائشة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4837
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وفطر الله الخلق ، يفطرهم : خلقهم وبدأهم ، فالفطر - أيضاً - : الابتداء والاختراع ، كما قال تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم  [ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ ] [ فاطر : 1] أي خالقهما ومبتدئهما

فأصل كلمة « فطر » يرجع إلى التشقق ، والابتداء ، والخلق ، والمعنيان الأخيران (الابتداء والخلق) يناسبان المعنى الاصطلاحي
معنى الفطرة في الاصطلاح :
وردت لفظة « الفطرة » مصدراً في القرآن الكريم في آية واحدة هي في قوله تعالي :-   بسم الله الرحمن الرحيم (فَأَقِمۡ وَجۡهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطۡرَةَ اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيۡهَا َلا تَبۡدِيلَ لِخَلۡقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الۡقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكۡثَرَ النَّاسِ َلا يَعۡلَمُونَ ) ( الروم 30)

ما من مولود إلا يولد على الفطرة . فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه . كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء . هل تحسون فيها من جدعاء ؟ ثم يقول أبو هريرة : واقرؤا إن شئتم : { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } . الآية [ 30 / الروم / 30 ] .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2658
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وفي تفسير  هذه الايه :-

يقول تعالى:فسدد وجهك واستمر على الذي شرعه الله لك، من الحنيفية ملة إبراهيم، الذي هداك الله لها، وكملها لك غاية الكمال، وأنت مع ذلك لازم فطرتك السليمة، التي فطر الله الخلق عليها، فإنه تعالى فطر خلقه على [ معرفته وتوحيده، وأنه لا إله غيره، كما تقدم عند قوله تعالى: وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى [ الأعراف:172 ] ،

وفي الحديث: « إني خلقت عبادي حُنَفاء، فاجتالتهم الشياطين عن دينهم » . وسنذكر في الأحاديث أن الله تعالى فطر خلقه على ] الإسلام، ثم طرأ على بعضهم الأديان الفاسدة كاليهودية أو النصرانية أو المجوسية .
وقوله: ( لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) قال بعضهم:معناه لا تبدلوا خلق الله، فتغيروا الناس عن فطرتهم التي فطرهم الله عليها. فيكون خبرا بمعنى الطلب، كقوله تعالى: وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا [ آل عمران:97 ] ، وهذا معنى حسن صحيح.
وقال آخرون:هو خبر على بابه، ومعناه:أنه تعالى ساوى بين خلقه كلهم في الفطرة على الجبلة المستقيمة، لا يولد أحد إلا على ذلك، ولا تفاوت بين الناس في ذلك؛ ولهذا قال ابن عباس، وإبراهيم النَّخَعي، وسعيد بن جُبَيْر، ومجاهد، وعِكْرِمة، وقتادة، والضحاك، وابن زيد في قوله: ( لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) أي:لدين الله.
وقال البخاري:قوله: ( لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ) :لدين الله، خَلْقُ الأولين: [ دين الأولين ] ، والدين والفطرة:الإسلام.
حدثنا عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن الزهري، أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يُهَوِّدَانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجسانه، كما تَنْتِج البهيمة بهيمة جَمْعاء، هل تحسون فيها من جدعاء » ؟ ثم يقول: ( فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) .
ورواه مسلم من حديث عبد الله بن وهب، عن يونس بن يزيد الأيْلي، عن الزهري، به . وأخرجاه - أيضا - من حديث عبد الرزاق، عن مَعْمَر، عن همام، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي معنى هذا الحديث قد وردت أحاديث عن جماعة من الصحابة، فمنهم الأسودُ بن سَرِيع التميمي. قال الإمام أحمد:
حدثنا إسماعيل، حدثنا يونس، عن الحسن عن الأسود بن سَرِيع [ التميمي ] قال:أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وغزوت معه، فأصبت ظهرا ، فقتل الناس يومئذ، حتى قتلوا الولدان. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: « ما بال أقوام جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية؟ » . فقال رجل:يا رسول الله، أما هم أبناء المشركين؟ فقال: « ألا إنما خياركم أبناء المشركين » . ثم قال: « لا تقتلوا ذرية، لا تقتلوا ذرية » . وقال: « كل نسمة تولد على الفطرة، حتى يُعرب عنها لسانها، فأبواها يهودانها أو ينصرانها » .
ورواه النسائي في كتاب السير، عن زياد بن أيوب، عن هُشَيْم، عن يونس - وهو ابن عبيد - عن الحسن البصري، به .
ومنهم جابر بن عبد الله الأنصاري، قال الإمام أحمد:
حدثنا هاشم، حدثنا أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن الحسن، عن جابر عن عبد الله قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل مولود يولد على الفطرة، حتى يُعرب عنه لسانه، فإذا عبر عنه لسانه إما شاكرًا وإما كفورا » .
ومنهم عبد الله بن عباس الهاشمي، قال الإمام أحمد:
حدثنا عفان، حدثنا أبو عَوَانة، حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس، رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن أولاد المشركين، فقال: « الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم » . أخرجاه في الصحيحين، من حديث أبي بشر جعفر بن إياس اليَشْكُرِي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعا بذلك .

وقد قال أحمد أيضا:حدثنا عفان، حدثنا حماد - يعني ابن سلمة - أنبأنا عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال:أتى عليَّ زمان وأنا أقول:أولاد المسلمين مع أولاد المسلمين، وأولاد المشركين مع المشركين. حتى حدثني فلان عن فلان:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنهم فقال: « الله أعلم بما كانوا عاملين » . قال:فلقيت الرجل فأخبرني. فأمسكت عن قولي .
ومنهم عياض بن حِمار المجاشعي، .

 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فقال في خطبته: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ، ذات يوم في خطبته " ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني ، يومي هذا . كل مال نحلته عبدا حلال . وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم . وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم . وحرمت عليهم ما أحللت لهم . وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا . وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم ، عربهم وعجمهم ، إلا بقايا من أهل الكتاب . وقال : إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك . وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء . تقرؤه نائما ويقظان . وإن الله أمرني أن أحرق قريشا . فقلت : رب ! إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة . قال : استخرجهم كما استخرجوك . واغزهم نغزك . وأنفق فسننفق عليك . وابعث جيشا نبعث خمسة مثله . وقاتل بمن أطاعك من عصاك . قال : وأهل الجنة ثلاثة : ذو سلطان مقسط متصدق موفق . ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ، ومسلم . وعفيف متعفف ذو عيال . قال : وأهل النار خمسة : الضعيف الذي لا زبر له ، الذين هم فيكم تبعا لا يتبعون أهلا ولا مالا . والخائن الذي لا يخفى له طمع ، وإن دق إلا خانه . ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك " . وذكر البخل أو الكذب " والشنظير الفحاش " ولم يذكر أبو غسان في حديثه " وأنفق فسننفق عليك " . وفي رواية : بهذا الإسناد ، ولم يذكر في حديثه " كل مال نحلته عبدا ، حلال " . وفي رواية : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خطيبا . فقال " إن الله أمرني " وساق في الحديث بمثل حديث هشام عن قتادة . وزاد فيه " وإن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ، ولا يبغي أحد على أحد " . وقال في حديثه " وهم فيكم تبعا لا يبغون أهلا ولا مالا " . فقلت : فيكون ذلك ؟ يا أبا عبدالله ! قال : نعم . والله ! لقد أدركتهم في الجاهلية . وإن الرجل ليرعى على الحي ، ما به إلا وليدتهم يطؤها .
الراوي: عياض بن حمار المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2865
خلاصة حكم المحدث: صحيح

وقوله تعالى: ( ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ) أي:التمسك بالشريعة والفطرة السليمة هو الدين القويم المستقيم، ( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) أي:فلهذا لا يعرفه أكثر الناس، فهم عنه ناكبون، كما قال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ [ يوسف:103 ] ، وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الآية [ الأنعام:116 ]

كل مولود يولد على الفطرة
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 5/9
خلاصة حكم المحدث: صحيح



كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كمثل البهيمة تنتج البهيمة ، هل ترى فيها جدعاء .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1385
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


قل آمنت بالله ثم استقم
الراوي: سفيان بن عبدالله الثقفي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4395
خلاصة حكم المحدث: صحيح


ذكر النبي فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال : إني خلقت عبادي حنفاء و أنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، و حرمت عليهم ما أحللت لهم ، و أمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا
الراوي: عياض بن حمار المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 9
خلاصة حكم المحدث: صحيح
المعترضون على تفسير الفطرة بالإسلام :
لخص أبو عمر اعتراض المنكرين على تفسير الفطرة بالإسلام ، في أن الإسلام والإيمان : قول ، واعتقاد ، وعمل ، وهذا معدوم من الطفل ، لا يجهل ذلكذو عقل
والجواب : مما ينبغي علمه أنه إذا قيل كل مولود يولد على الفطرة ، أو على الإسلام ، أو على هذه الملة ، أو إنه خلق حنيفاً ، فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده ، فإن الله تعالى يقول : بسم الله الرحمن الرحيم  [ واللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً .] [النحل : 78] ، ولكن فطرته موجبة مقتضية لدين الإسلام ، ومحبته ، فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ، ومحبته وإخلاص الدين له ، وموجبات الفطرة ومقتضياتها تحصل شيئاً فشيئاً ، بحسب كمال الفطرة ، واستعدادها ، وسلامتها من المعارض ؛ فكل مولود يولد على الإقرار بفاطره ،ومحبته والإذعان له بالعبودية ، فلو خُلَّيَ وعدم المعارض لم يعدل عن ذلك إلى غيره ، كما أنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة ، كما قال تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم  [ الَذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ] [طه : 50] ، فهو سبحانه خلق الحيوان مهتدياً إلى حب ما ينفعه وجَلْبه ، وبغض ما يضره ودفعه ، ثم هذا الحب والبغض يحصل فيه شيئاً فشيئاً ، بحسب حاجته ، لكن قد يعرض لبعض الأبدان ما يفسد ما ولد عليه من الطبيعة السليمة والعادة الصحيحة ، وهكذا ما ولد عليه من الفطرة ،ولهذا شبهت الفطرة باللبن ، بل كانت إياه في تأويل الرؤيا ؛ وذلك لما عرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء اللبن والخمر ، فاختار اللبن ، فقيل له :» أصبت الفطرة ، أو هديت الفطرة  ، فمناسبة اللبن لبدنه ، وصلاحه عليه ، دون غيره ، كمناسبة الفطرة لقلبه ، وصلاحه بها دون غيرها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي : ( لقيت موسى قال : فنعته ، فإذا رجل - حسبته قال - مضطرب رجل الرأس ، كأنه من رجال شنوءة ، قال : ولقيت عيسى - فنعته النبي صلى الله عليه وسلم فقال - ربعة أحمر ، كأنما خرج من ديماس - يعني الحمام - ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به ، قال : وأتيت بإناءين ، أحدهما لبن والآخر فيه خمر ، فقيل لي : خذ أيهما شئت ، فأخذت اللبن فشربته ، فقيل لي : هديت الفطرة ، أو : أصبت الفطرة ، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك ) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3437
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق